تقرير مميز عن بى ام دبليو 760 إل آي الموديل الجديد 2013

car prices 2013

المشرف العام
18 نوفمبر 2012
653
0
0
Cars_1333066966_698.jpg



«بي إم دبليو 760 إل آي»
لندن: «الشرق الأوسط»
من النادر أن تجمع سيارة واحدة بين صفات متناقضة، بين الحجم الكبير والانطلاق السريع، بين الإنجاز الرياضي والفخامة الوثيرة، وبين القوة المجردة وصمت التشغيل، ولكن «بي إم دبليو» من الفئة السابعة «760 إل آي» ذات القاعدة الطويلة نجحت في هذه المعادلة وحققت مستوى جديدا في الإنجاز بين سيارات الشركة حتى بين الفئات الرياضية الأصغر مثل الفئة السادسة الكوبيه. وهي بالإضافة إلى الانطلاق الصاروخي الذي يوفره أكبر محرك تنتجه الشركة، تبدو ناعمة تماما لركاب المقاعد الخلفية كسيارة ليموزين فاخرة. ومع التميز في الإنجاز والفخامة، تتألق «بي إم دبليو 760 إل آي» الجديدة في كم التقنيات التي أدخلتها الشركة عليها لجهة مساعدة السائق وتعزيز الفخامة والأمان فيها.
وقبل الاسترسال في ذكر محاسن هذه السيارة التي تعد قيادتها هي الأفضل بين ما تقدمه سيارات عام 2010، لا بد من ذكر بعض المحاذير أيضا خصوصا لمالكي هذه السيارة في الغرب، فهي ليست صديقة للبيئة من جهة الحجم واستهلاك الوقود، كما أنها أيضا ليست في متناول الجميع نظرا لثمنها المرتفع. ولكن من حسن حظ الشركة أن المستهلك العربي من الفئات التي تتوجه إليها هذه السيارة ما زال يعيش في عالم الوقود الرخيص (الأقل من دولارين لكل لتر كما في بعض أنحاء أوروبا) ولا تؤرقه كثيرا مسائل البيئة، كما أن ثمنها لن يزعجه كثيرا خصوصا وهيكلية الضرائب لا تترصده وتعاقبه كما هو الحال في الغرب. ولذلك فهي مثالية للقلة المحظوظة في المنطقة.
على الرغم من حجمها ووزنها، فإن السيارة تبدو خفيفة الانطلاق بفضل محرك استثنائي سعته 6 لترات ومكون من 12 أسطوانة ومزود بشاحن توربيني مزدوج. وهو استثنائي لأن تشغيله يكاد يكون صامتا فلا يمكن سماعه من داخل أو خارج السيارة، ولا بد من متابعة مؤشر دورات المحرك للتأكد أنه بدأ التشغيل. وهو يعتمد أحدث تقنيات الصناعة مثل الحقن المباشر للوقود والتوقف عند توقف السيارة. وتقول الشركة إن السيارة تقطع 18 ميلا بغالون البنزين في دورة مختلطة، وهو إنجاز جيد بمعايير حجم المحرك والسيارة. ويعتمد الأمر على الاستخدام فالإنجاز ينخفض داخل المدن إلى نحو 13 ميلا للغالون ويرتفع على الطرق السريعة كما يعتمد على سلاسة القيادة وعدم التسارع الشديد بالسيارة الذي يزيد استهلاك الوقود.
وأفضل ما يقدمه هذا المحرك هو الانطلاق الذي يتخطى معظم السيارات الأخرى على الطريق. وتسجل السيارة انطلاقا من الثبات إلى 60 ميلا في الساعة في 4.6 ثانية. أما الجانب الآخر الذي يتفوق فيه المحرك فهو الانطلاق على الطرق السريعة بثبات حتى سرعات السيارة القصوى المحددة إلكترونيا بحدود 155 ميلا في الساعة. وقد نجحت السيارة في الاختبار العملي عند الانطلاق بها على طرق بريطانية سريعة في طقس عاصف غزير المطر، وكان الانطلاق سلسا ومستقرا حتى فوق المائة ميل في الساعة بلا أي شعور بتردد المحرك أو الإحساس ببلوغه حدود قدراته أو الشعور بذبذبة في جسم السيارة. وتقول الشركة إنه من حيث الإنجاز يعد أقل استهلاكا للوقود وأنظف تشغيلا من بعض المحركات ذات الثماني أسطوانات التي تنتجها شركات منافسة.
ويسجل المحرك قدرة تبلغ 544 حصانا وعزم دوران هائل هو 750 نيوتن مترا، يصله المحرك من بدايات التشغيل، عند حدود 1500 دورة في الدقيقة. ويتوافق المحرك مع معايير نظافة التشغيل الأوروبية والأميركية المطبقة حاليا.
وهناك الكثير من التقنيات التي تساهم في خفض استهلاك الوقود والانبعاثات مثل القدرة على استرجاع الطاقة من المكابح ومضخات الماء الكهربائية التي تعمل وفق الحاجة لها. ولا يزيد معدل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السيارة عن 299 غراما لكل كيلومتر.
ويتناغم المحرك تماما مع ناقل التروس الذي اختارته لها الشركة، وهو من نوع «زد إف» بـ8 نسب. ولا يشعر السائق بنقل النسب مهما كانت سرعة الانطلاق، كما يمكن الانتقال من الجانب الأوتوماتيكي إلى النقل اليدوي بتحريك الذراع إلى اليسار واختيار التسارع عبر أسلوب «تبترونيك» التتابعي. ولكن وضعية نقل التروس أوتوماتيكيا تقوم بهذه الوظيفة بأسلوب عالي الكفاءة.
ويختار السائق بين 4 أنظمة من القيادة: العادي والمريح والرياضي والرياضي «بلس». والأفضل على الطرق السريعة هو الخيار المريح، أما على الطرق المتعرجة فالتعليق الرياضي هو الأنسب. ولمن يريد أن يستخدم السيارة على المضمار، فاختيار «سبور بلس» هو الأفضل للمناورات السريعة. ويساهم التعليق بضغط الهواء على تعزيز التحكم الديناميكي في توفير درجة التخميد المناسبة إلكترونيا.
تقنيات بالجملة أثناء تجربة هذه السيارة كانت التجهيزات والتقنيات المتاحة أكثر من توقعات السائق إلى درجة أنه يصعب تصور إضافة المزيد. والبداية هي مع نظام «آي درايف» الذي يتحكم في مئات الوظائف عبر عجلة مثبته على الكونسول الوسطي وشاشة كبيرة الحجم مساحتها 9.2 بوصة في وسط لوحة القيادة. وعلى الرغم من أن النظام ما زال معقدا لمن لا يعرفه، فإنه منطقي ولا يستغرق سوى عدة دقائق للتعرف على وظائفه وضبطه ثم عدم التعامل معه إلا في حالات تغيير وظيفة من الوظائف.
والى جانب «آي درايف» هناك الكثير من المفاتيح المباشرة لعدد من الوظائف والتقنيات الأخرى، مثل نظام كروز كونترول الفعال الذي يحافظ على المسافة التي يحددها السائق بينه وبين السيارة التي تتقدمه على الطريق. ويساعد السائق على المهمة أيضا نظام التنبيه في حالات الانحراف عن حارات السير بذبذبة على المقود لكي ينتبه السائق. ويستفيد السائق أيضا من عرض المعلومات وسرعة السيارة رقميا على النافذة الأمامية، وشاشة يمكن أن يعرض عليها الرؤية الليلية للكشف عن مشاة يعبرون الطرق في الظلام. وتتحول هذه الشاشة إلى عرض مشاهد خلف السيارة للتحذير من العوائق عند التقهقر بها.
ويزيد طراز «760 إل آي» طويل القاعدة في طوله 14 سنتيمترا عن الموديل العادي، ويتوجه الاهتمام إلى راكبي المقاعد الخلفية الذين تتاح لهم مساحات أكبر من تلك المتاحة لركاب المقاعد الأمامية. ويمكن للراكب الخلفي على الجانب الآخر من السائق التحكم في تحريك المقعد الأمامي للاستفادة من مساحات أكبر. وتتيح الشركة مساند للقدمين في الخلف بالإضافة إلى مقاعد 4 في أرجاء السيارة يمكن ضبطها كهربائيا من 20 زاوية بالإضافة إلى التسخين والتبريد والمساج. أما تكييف الهواء فيمكن التحكم فيه في 4 مناطق منفصلة داخل السيارة. وتتاح لسيارة أنظمة ترفيه بقدرة 600 واط تشمل التلفزيون والراديو الرقمي ومشغل أقراص مدمجة وإمكانية تشغيل موسيقى مخزنة على أداة ذاكرة من نوع «يو إس بي».
من المعالم الأخرى في السيارة الإغلاق الأوتوماتيكي الكهربائي للأبواب وغطاء الصندوق الخلفي، ومصابيح أمامية فعالة تغير اتجاهها مع السيارة. ويتعرف الراكب على قدرات السيارة من كلمة «V12» المكتوبة بالضوء على عتباتها الأربع أسفل الأبواب. وتستخدم السيارة إطارات من نوع «ران فلات» تستمر في العمل حتى في حالات فقدان الضغط فيها.
ويتمتع راكب المقعد الخلفي بنظام فيديو وتلفزيون على شاشتين حجم كل منهما 9.2 بوصة متصلة بسماعات خاصة. ويمكن مشاهدة خرائط الملاحة الإلكترونية أو أفلام الفيديو أو البث التلفزيوني الرقمي أو ألعاب الفيديو على هذه الشاشات، مع إمكانية ضبط المقاعد كهربائيا وتسخينها أو تبريدها. ويتم التحكم عبر أداة «آي درايف» إضافية بين المقعدين الخلفيين. كما يتاح هاتف السيارة داخل الكونسول الخلفي. ويمكن استخدام تقنية «بلوتوث» للاتصال اللاسلكي داخل السيارة.
والخلاصة من التجربة العملية أن السيارة «760 إل آي» تنافس في الإنجاز أي سيارة رياضية أخرى وتتفوق عليها بالفخامة الوثيرة أيضا داخلها. ولا يشعر السائق أبدا بأنه يقود سيارة ليموزين طويلة، وزنها يصل إلى طنين ونصف الطن، بفضل خفة الانطلاق بمحركها العجيب. وبالإضافة إلى معالم الفخامة غير العادية داخلها، فإن أفضل مزايا السيارة قوة انطلاقها من الثبات، وزوايا الرؤية الجيدة فيها والتقنيات التي تساعد السائق. وهي تنفرد أيضا بنظام التعليق الوثير بضغط الهواء وبتوازن المقود ودرجة الثقة التي تمنحها للسائقين فهو يشعر بأنه يسيطر تماما على السيارة حتى خلال سرعات فائقة وفي أحوال مناخية سيئة. وهي تقوم بكل هذه المهام بهدوء تام واستقرار ملحوظ، فلا ضوضاء أو ذبذبة.
ولكن هناك أيضا بعض المآخذ على السيارة في أنها تخالف تيار السوق وروح العصر من جهة تجنب البذخ والحاجة للمحافظة على البيئة. ولكن مبرر وجودها هو أنها تتوجه إلى النخبة فقط، وهي قلة محظوظة سوف تستمتع بها، بينما تنظر الأغلبية إليها بشغف من دون أن تتاح لها الفرصة في اختبار واحدة من أفضل تجارب القيادة على الإطلاق!